مساحات
ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل ، فلما جلس تقدم إليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا: " طوبى للمساكين بالروح ، ﻷن لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى ، ﻷنهم يتعزون. طوبى للودعاء، ﻷنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش إلى البر، ﻷنهم يشبعون. طوبى للرحماء، ﻷنهم يرحمون. طوبى للأنقياء القلب، ﻷنهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام، ﻷنهم أبناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من أجل البر، ﻷن لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة ، من أجلي ، كاذبين. افرحوا وتهللوا، ﻷن أجركم عظيم في السماوات، فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم.
في هذه اللحظة أنت على قيد الحياة، وتتنفس، وتتحرك أو تعمل. ربما كنت تعيش في راحة أو توجد في حالة بائسة. الشمس تشرق وتغرب؛ وفي مكان ما يُولد طفلٌ؛ ولكن في مكان ما أيضاً أحدهم يُحتضر. الحياة كلها مجرد ترتيب مؤقت. ولكن، أين ستمضي بعد الموت؟ سواء كنتَ متديناً، أو كنت ببساطة غير مؤمن بأي دين- عليك أن تسوِّي هذه المسألة البالغة الأهمية، لأَنَّ الإِنْسَانَ، بعد برهةٍ قصيرةٍ من الحياة على الأرض، ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِيِّ. (الجامعة ١٢: ٥)
الله، عندما خلق الإنسان، وهبه امتياز الاختيار. لا يمكننا تجاهل هذه المسؤولية أو نتائج خياراتنا، لأن الكثير منها ستكون له تبعات أبدية. دعنا ننظر إلى الخيارات التي اتخذتها بعض شخصيات الكتاب المقَدّس. بعضها كان جيداً، وبعضها الآخر لم يكن جيداً كفاية. موسى، رجل الله، اختار “بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ” (عبرانيين ١١: ٢٥). لقد تطلع إلى المكافأة التي ستأتي بعد هذه الحياة. اختيار رفقة المؤمنين المسيحيين هو خيار حكيم بالفعل.
إحدى حالات العودةِ إلى الحياة والوعي اللافتة التي عرفتُها كانت حالة جورج لينوكس، سارق الخيول الرديء السمعة في جيفرسون كاونتي. لقد كان يمضي الفترة الثانية من فترة سجنه. أرسلَتْه ولاية سيدجفيك إلى السجن للمرة الأولى من أجل جنحة مشابهة من سرقة الخيول.
أين نجد رجلا أو امرأة، شابا أو فتاة لا يحب الاستمتاع بالحياة حتى الثمالة، ومن ثم بعد الموت يستمتع بالحياة الأبدية؟ يكتب الرسول بطرس في رسالته الأولى هذه الكلمات التي تفضي إلى السعادة: “لأن من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر، ليعرض عن الشر ويصنع الخير، ليطلب السلام ويجد في أثره. ﻷن عيني الرب على الأبرار وأذنيه إلى طلبتهم، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر”. وكون الرسول يردد ما جاء في مزمور ٣٤ : ١٢-١٦ فإنه يضفي على الكلمات تأثيرا أعظم.
هل يعطي الكتاب المقدس جوابا عن السؤال الذي طالما تردده وهو: هل يمكن أن يحصل الشخص على دليل يؤكد خلاصه؟ هل يمكن أن يعرف أن خطاياه قد غفرت؟ أو هل لا بد أن ينتظر حتى يوم الدينونة ليعرف إن كان قد خلص أم هلك؟ إنها لمخاطرة كبرى أن نترك هذا السؤال الخطير بلا جواب أكيد حتى ذلك اليوم.
“السلام، أين هو السلام- لشعوبنا، وبيوتنا، والأهم لقلوبنا وفكرنا؟” هذه الصرخة اليائسة ما برحت تُسمع عبر الأجيال. هل هي أيضاً صرخةُ قلبك؟ الناس مرهقون وقلقون. لا شك أن هناك حاجة للتوجيه والمشورة، للأمان والطمأنينة. نحن نحتاج، ونريد، سلامَ الفكر. سلام الفكر- يا له من كنز! هل يمكن إيجاد هذا الكنز في عالم مليء بالنزاع واليأس، الاضطراب والقلاقل؟
هل فكرتم أبداً أنه “لو كانت لي الحرية التامة، لكنتُ سعيداً؛ وكنت سأنعم بالسلام”؟ الكثير من الناس سعوا وراء الحرية الكاملة لكي يحصلوا على السعادة والسلام. يرغب الناس بأن يكونوا أحراراً من كل قيود، معتقدين نوعاً ما أنهم إن استطاعوا أن يفعلوا ما يحلو لهم، فإن هذا سيجلب لهم السعادة. هل الأمر كذلك؟ جَوُّ الضّحك والخلو من الهموم في الضوء الخافت في البار يروق لكثيرين موعودين بالسعادة. الشبان مع علب البيرة (الجعة)، والسجائر، والسيارات، وقضاء كل الليل مع رفاقهم يشعرون بكل ثقة بأنهم سعداء. هذه البيئات لا توفّر السلام والسعادة التي يلتمسها الناس.
يَسُوعُ صَدِيقُكَ لديَّ صَدِيقٌ. هو أَفضلُ صَديقٍ حَصَلْتُ عليه على الإطلاق. إنّه لطيفٌ وصادقٌ جداً لدرجة أني أتمنّى لك أن تعرِفَهُ أيضاً. اسمُهُ يسوع. والأمرُ الرَّائعُ هو أنه يودُّ أن يكون صديقاً لكَ. دعني أُخبركَ عنه. نقرأُ هذه القصة في الكتاب المقَدّس. الكتاب المقَدّس صادق. إنه كلمةُ الله. الله هو الذي خلقَ العالم وكلَّ ما فيه. إنه ربّ السموات والأرض. إنه يعطي الحياة والنَّفَس لكلّ الأشياء.
ليسَ قَصدُ الكتاب المقَدّس التركيز على إبليس وعمله. ولكننا نجد الكثير من الأشياء في الكتاب المقَدّس التي تكشف شخصيته وأعماله. إبليس كان ملاكاً يوماً ما، ولكنه انقلب ضد الله، خالقه، وأراد أن يكون مثله. ممارسات مملكة إبليس المظلمة ليست جديدة. إنها مثل كل محاولاته عبر الأجيال لأن ينافس ملكوت الله. إنه يعرض بديلاً عما يحققه الله، بقوة روحه القدوس.